لتعلّم الصفح يجب التمتع بمستوى روحيّ مرتفع معيّن. يُعتبر أنّ الوقت يُشفي الجروح، لكنّ هذا ليس صحيحا. الغضب والمرارة يخفان بالفعل مع مرور السنوات، لكن إن لم نكن مستعدين للصفح فهما لن يغادرا عقلنا أبدا، خاصة عقلنا الباطن.
مفتاح القدرة على الصفح يستتر في فهم أنه لا وجود لشيء صُدفيّ في هذا العالم. حتى العشب لا يهتزّ بلا المشيئة العليا. إن كان أحدٌ يُسيء إلينا أو يُصيبكم شيء فالسبب ليس في شخص معيّن أو في الظروف فهم مجرد وسطاء لتحقيق مشيئة الخالق. لكنّ الخالق لا يخلق المواقف الحياتيّة الصعبة لأنّه يتمتّع برؤية معاناتنا. ليس بتاتا! أحيانا من خلال المعاناة وحدها يمكننا أن نتعلم شيئا، التأملَ في معنى الحياة ومصدرالمعاناة وذلك مثل الطفل الشقيّ الذي لا يتعلّم شيئا إلا بالعقاب.
لكن مثلما احتجاج الطفل يجر خلفه عقابا أكثر صرامة، كذلك نحن بزعلنا وعدم موافقتنا على المشيئة الإلهية نجذب لأنفسنا مآسيّ أكبر إلى أن نفهم في النهاية أنَّ كل ما يجري هو لخيرنا!. معلمو الأيورفيدا يقولون: “في الخارج الخير وحده – الشر كلّه في داخلنا”. أيّ جميع الأحداث، الناس، محيطنا عموما يخدمون هدفا واحدا – تقريبنا من الله، تجميع الحب الإلهيّ وتطهير وعينا من “الشر”: الأنانية، التكبر، الغضب، الحسد. وكلما كان الشر أكثر في الداخل، كلما كانت الإجراءات أكثر جذريّةً…
كتاب زوجتان
الكاتب: رامي بلاكت
ترجمة: محمد سبلبل